شروحات نهج البلاغة:

1 ـ من الشيعة:

أ ـ شرح الشيخ العلاّمة ميثم البحراني، المتوفّى سنة 679هـ، وهو من قدماء الشيعة والمعاصر للمحقّق الحلّي، والشيخ الكفعمي.

ب ـ العلاّمة الشيخ ميرزا حبيب الله الخوئي، المتوفّى سنة 1324هـ.

2 ـ من السنّة:

أ ـ شرح ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفّى سنة 655هـ والذي عشق أمير المؤمنين(عليه السلام)، وله قول مأثور كُتب على ضريح أمير المؤمنين(عليه السلام) بماء الذهب:

والله لولا حيدرٌ ما كانت الدنيا ***** ولا جمع البريّة مجمع

ب ـ شرح الشيخ محمّد عبده، المتوفّى سنة 1323هـ، شيخ الجامع الأزهر، وتلميذ السيّد جمال الدين الأسدآبادي، المتوفّى سنة 1897م.

إذن، نحن ندرس تأريخ أدب الخلفاء الراشدين من سنة 11هـ، من توطئة السقيفة وانتهاءً باستشهاد أمير المؤمنين(عليه السلام) في محرابه بالكوفة في 21 رمضان، سنة 40 هجرية. وبدون تعصّب حتّى المخالف يقول: عليّ بن أبي طالب هو الأدب وهو أبو اللغة.

نحن لا نتعصّب لمذهب أهل البيت(عليهم السلام) لغرض أن نظلم الآخرين، فهو(عليه السلام)في بُعدِ نظره موضع استشارة الخلفاء، وهو في عمله باب مدينة علم النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وقد روت العامّة والخاصّة قول النبيّ الكريم(صلى الله عليه وآله): «أفضلكم عليّ»((1)) فمثلاً سُئل أبو بكر عن قوله تعالى: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً )((2)) فلم يعرف معنى الأَبّ فبلغ أمير المؤمنين(عليه السلام)ذلك

ــــــــــــــــــــ

(1)الجامع الصغير / السيوطي: ج1، ص58. حجج النهج / الدكتور سعيد السامرائي: ص34.

(2)عبس: 31.

 

[70]

فأجاب(عليه السلام): هو الكلأ والمرعى((1)). وذكر في صحيح مسلم 1/232 أنّ شريح بن هاني قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفّين فقالت: عليك بابن أبي طالب فسأله»((2)).

كما نُقل عن أنس أنّ عمر بن الخطّاب أيام خلافته سُئِل عن تفسير الآية الكريمة: (فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً)((3))، قال عمر: كلّ هذا عرفناه فما الأب؟ حيث جاء لأمير المؤمنين(عليه السلام)فأجابه بأنّ الآية التي بعدها تفسِّرها (لَّكُمْ وَلاَْنْعَامِكُمْ)((4)) وهو عطف للأنعام((5)).

وفي مواقف كثيرة مشابهة عندما يعجز عمر عن حلّ بعض المسائل المستعصية كان الإمام علي(عليه السلام) يجيب عليها، وكان يقول: «لولا عليّ لهلك عمر»، كذلك يقول: «لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبو الحسن»((6))، حيث نجد كثير من المصادر والمراجع المعتبرة تنقل عن أبي هريرة قول عمر: عليٌّ أقضانا((7))، وربّما يتبادر إلى الذهن هل كان الإمام عليّ(عليه السلام) مؤهّلاً للخلافة أم لا؟ فإذا كان مؤهّلاً أكثر من غيره فلماذا تمّ الأمر لغيره نتيجة لِما حدث في مؤامرة السقيفة. نلاحظه(عليه السلام) عالج مشاكل الاُمّة بأعصاب هادئة وترك الاُمور تأخذ مجراها حرصاً على وحدة المسلمين من التصدّع.

إذن، نحن لمّا نذكر أدب الخلفاء الراشدين فإنّا نعني عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)فقط،

ــــــــــــــــــــ

(1)الإرشاد / الشيخ المفيد: ص107.

(2)البيان الجليّ / عيدروس بن أحمد الأندونيسي: ص167.

(3)تفسير الميزان / السيّد محمّد حسين الطباطبائي: ج10، ص211.

(4)عبس: 32.

(5)الدرّ المنثور / السيوطي: ج8، ص418.

(6)الإرشاد: ص109. عليّ إمام المتّقين / عبدالرحمن الشرقاوي: ج1، ص94.

(7)تاريخ الخلفاء / السيوطي: ص170.

[71]

وقد قيل في وصفه(عليه السلام): استغناؤه عن الكلّ واحتياج الكلّ إليه دليل علىأنّه إمام الكلّ.

كما قال ابن أبي الحديد في شرحه: وأمّا الفصاحة فهو(عليه السلام) إمام الفصحاء وسيّد البلغاء. وكذلك قال حول كلامه وفصاحته(عليه السلام) بعد كلام وفصاحة الرسول(صلى الله عليه وآله): كلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ((1)).